دور المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى

فى دعم منظومة تقويم وامتحانات طلاب المرحلة الثانوية

"محاولة لتفعيل القرار الوزارى رقم (88) لعام 2013م

 

إعداد

 

أ.د. محمد رجب فضل الله

أ.د. أحلام الباز حسن الشربينى

 

مقدمة

فى ظل قرار وزير التربية والتعليم رقم (88) الصادر بتاريخ 26/3/2013م، يأتى دور المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى في تفعيل مواد هذا القرار. "التقويم مدخل إصلاح التعليم". شعار المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، ويعمل جاهدا على تحقيقه، فالتقويم يسهم في تطوير كافة عناصر المنظومة التعليمية، بدءا من رؤية المؤسسة التعليمية ورسالتها، ومرورا  بالمناهج الدراسية بأهدافها ومحتواها واستراتيجيات تعليمها وتعلمها، وكذا في تطوير نظم الامتحانات وأساليب التقويم المستخدمة، وذلك بما يضمن جودة مؤسسات كافة المراحل التعليمية وإعداد خريج قادر على تطوير مستقبل وطننا الغالى.  

هدف ورقة العمل

تسلط هذه الورقة الضوء على بعض أدوار المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى في دعم منظومة تقويم وامتحانات الثانوية العامة ومواجهة بعض مشكلاتها طبقا لما يتضمنه القرار الوزارى.

مرتكزات رئيسة

تنطلق هذه الورقة من عدة مرتكزات من بينها:

• التقويم مدخل إصلاح التعليم.
• جودة الامتحانات مؤشر لجودة النظام التعليمي للمجتمع.
• الحاجة المجتمعية لتطوير منظومة الامتحانات.
• حاجة النظام التعليمي إلى امتحانات تحقق الدقة والعدالة والموضوعية والثقة في نتائج التقويم.

مشكلات تواجه التعليم الثانوى

 أسفرت نتائج البحوث والدراسات عن أن التعليم الثانوى يواجه مشكلات عديدة من أهمها ما يلى:

• القلق المجتمعى من الامتحانات.
• انتشار الدروس الخصوصية.
• الغش فى الامتحانات.
• كثرة الغياب.
• قياس معظم الامتحانات لمستويات الحفظ والتذكر أكثر من قياسها المستويات العقلية العليا.
• ضعف فرص تقويم نواتج التعلم فى المجالات المهارية والعملية والأدائية والوجدانية، وكذا الجوانب الاجتماعية والمهارات الحياتية خلال العام الدراسي.
• العزوف عن دراسة المواد العلمية.

دور المركز القومى للامتحانات في مواجهة مشكلات تقويم الطالب

تركز هذه الورقة على كيفية دعم المركز لمنظومة التقويم وتفعيل مواد القرار الوزارى من خلال عدة محاور، من بينها: إنشاء بنوك الأسئلة، وتقويم الجوانب المهارية والعملية والأنشطة التربوية، وكذا تقويم الوجدانية والاجتماعية، علاوة على التقويم القومى الدورى.

أولا: إنشاء بنوك الأسئلة في مناهج المرحلة الثانوية

لقد أسفر استخدام الاختبارات التقليدية عن مشكلات عديدة، منها:

• القلق المجتمعى

تقتصر النظرة إلى الامتحانات كونها تمثل توجه نحو الدرجة أكثر من كونها تمثل خطوة إصلاحية ليس فقط لأداء الطالب، بل أيضا لمنظومة التعليم بأكملها.

• محاولات الغش

ويرجع سبب ذلك إلى استخدام اختبار واحد يتضمن نفس الأسئلة لجميع الطلبة المتقدمين للامتحان.

• الافتقار إلى تحقيق العدالة والموضوعية في الامتحانات

ويرجع هذا إلى عدم تقنين الامتحانات قبل تطبيقها، مما يسهم في عدم تكافؤ الامتحانات التى تطبق من عام إلى آخر.

• استخدام الامتحان الواحد

يتطلب وقتا وجهدا كبيرا في الإعداد والتطبيق والتصحيح على مستوى الجمهورية. وينتج عن استخدام هذا الامتحان الشعور بالخوف من تسربه، مما يترتب عليه استنفار الجهود اللازمة لعمليات التأمين.

• تأثر الدرجة الكلية للطالب في الاختبار بمفرداته:

تكون درجة الطالب الذي يختبر بمفردات سهلة أعلي مما لو اختبر بمفردات صعبة. وإذا كانت المفردات غاية في السهولة أو غاية في الصعوبة بالنسبة له، فلا يمكن تقدير قدرته فيما تقيسه هذه المفردات تقديرا دقيقا.

• تأثر خصائص مفردات الاختبار بقدرة الطلاب:

حيث يختلف معامل الصعوبة للاختبار باختلاف قدرة أفراد العينة، فالمفردة التي يختبر بها طلاب متمكنين تبدو سهلة لهم، بينما تبدو صعبة للطلاب غير المتمكنين. لذا فان نتيجة القياس تختلف باختلاف خصائص العينة موضع الاختبار.

• عدم  توافر وحدة قياس ثابتة ومعرفة:

لا تحدد مواضع القياس علي متصل المتغير بصورة خطية، حيث أن اعتماد درجات الطلاب علي مفردات الاختبار قد يؤدي إلي اختلاف المسافة بين كل درجتين متتاليتين، ويؤدي هذا إلي اختلاف المعني الكمي لأي فرق محدد عبر مدي درجات الاختبار.

• عدم إمكانية المقارنة بين تحصيل الطلاب في حالة استخدام اختبارات تحصيلية مختلفة:

حيث تتيح النظرية الكلاسيكية هذه المقارنة فقط إذا تم استخدام نفس الاختبار.

• صعوبة اثراء الاختبارات التقليدية بمفردات جديدة:

يتعرض المنهج المدرسى لتغيرات متعددة، قد ينتج عنها إضافة بعض الموضوعات، واعداد مفردات جديدة لقياس تحصيل هذه الموضوعات ودمجها ضمن مفردات الاختبارات المعدة سلفا للمنهج يتطلب إعادة تقنين جميع الاختبارات مرة اخرى، ويعد هذا فى الواقع أمرا صعبا.

وقد استثارت تلك المشكلات فكر علماء التربية للبحث عن الدقة والموضوعية في القياس والتقويم حتى يقترب القياس السلوكي من القياس في العلوم الطبيعية التي تتميز بعدم تأثر نتائج القياس بالأداة المستخدمة- طالما أنها أداة مناسبة لتقدير الظاهرة- كما يكون تدرج الأداة بوحدات قياس متساوية، لا تعتمد ولا تتأثر بالعناصر التي تقدر عندها الظاهرة.

وقد أسفرت جهود الباحثين عن عدة اتجاهات حديثة في تقويم أداء الطالب، يمكن بواستطها التغلب على تلك المشكلات، وتمثل بنوك الأسئلة أهم هذه الاتجاهات.

ويضم بنك الأسئلة Item Bank مجموعات كبيرة من المفردات فى تدريج واحد مشترك، يشكل شبكة تكون فيما بينها نسيجاً من الاختبارات المدرجة على ميزان تدرج واحد وبصفر واحد وتغطى مدى واسعا من المتغير موضوع القياس.

أهمية بنوك الأسئلة

• مواجهة مشكلات التقويم والامتحانات الراهنة السابق الاشارة إليها.
• سهولة وسرعة تصميم الاختبارات المستخدمة فى التقويم.
• إعداد اختبارات متكافئة بدقة، وموضوعية يمكن بها قياس المستوى القومى للمؤسسات التعليمية في مصر واستخدامها في امتحانات الشهادات العامة.
• تقدير قدرة الطلاب بموضوعية وبعدالة بأية مجموعة من المفردات المنتقاة من البنك، حيث لا يعتمد هذا التقدير على عدد المفردات، أو درجة صعوبتها .
• المقارنة بين الطلاب فى المؤسسات المحلية والدولية والعالمية باستخدام اختبارات مختلفة شريطة أن تكون مسحوبة من نفس البنك.
• توفير صدق القياس، وثباته لجميع الاختبارات المشتقة من بنك الأسئلة.
• تطوير الاختبارات، وإثرائها بمفردات جديدة فى ظل تطوير المناهج الدراسية؛ حيث تشترك المفردات الجديدة مع المفردات السابق إعدادها فى نفس التدريج، الأمر الذى يساعد على توفير الوقت والجهد فى تقنين الاختبارات، التى يتكون منها بنك الأسئلة.
• تقويم جميع نواتج التعلم المنشودة من تدريس محتوى المنهج.
• تقويم المنظومة التعليمية على نحو دورى ومقدار ما حققته من المعايير والمؤشرات المستهدفة.

ويمثل إعداد بنوك الأسئلة وفق أسس علمية مهمة أساسية تقوم بها مؤسسة متخصصة في هذا الغرض. ويتم إعداد البنك وفق المراحل الآتية.

• دراسة المعايير القومية ونواتج التعلم لمحتوى المنهج الدراسي.
• إعداد إطار عام لإنشاء البنك.
• تدريب فرق العمل القائمة بمراحل إعداد البنك
• تحديد أنواع الأسئلة التى يمكن صياغتها لكل ناتج تعلم ( مقال مقيد – مقال مفتوح –اختيار من متعدد....إلخ).
• صياغة عدد كبير من المفردات (لا يقل عن (5) أسئلة فى المرحلة الأولى) تقابل كل ناتج من نواتج التعلم.
• تحديد بطاقة تعريفية لكل سؤال.
• التحكيم على جودة بناء مفردات بنك الأسئلة، حيث يتم اختيار نخبة من الخبراء -من غير المشاركين فى بناء مفردات البنك، وذلك للتحكيم على المفردات من حيث: الصدق، الشمول، المستوى المعرفى، الملائمة للطالب…. إلخ. وفي ضوء ذلك يتم إجراء بعض التعديلات التي أشار إليها المحكمون.
• إعداد خرائط لاختبارات استطلاعية يتم تشكيلها الكترونيا من المفردات طبقا لأكواد محددة.
• التجريب الاستطلاعى للصور الاختبارية.

• تشكيل صور اختبارية استطلاعية الكترونيا من المفردات.
• تحديد عينة استطلاعية من الطلاب .
• إعداد دليل التطبيق الميدانى.
• تحديد الأفراد القائمين على التطبيق.
• تدريب القائمين على التطبيق الميدانى.
• تأمين الاختبارات.
• التطبيق الميدانى.

• تصحيح المفردات

• إعداد دليل التصحيح (rubrics) لأسئلة إنتاج الاستجابة فى ضوء نتائج الدراسة الاستطلاعية وما ينبغى أن يكون.
• اختيار المصححين لأسئلة المقال.
• عقد ورشة عمل للتدريب على اجراءات التصحيح فى ضوء مقاييس التقدير المعدة.
• اختبار ثبات التصحيح.
• متابعة عمليات التصحيح والمراجعة.

• إدخال البيانات

• استخدام القارىء الضوئى فى تصحيح مفردات الاختيار من متعدد ، إذا كانت استجابة الطلاب فى الورقة المخصصة لذلك.
•  أو إذا كانت الاختبارات الكترونية يتم استخدام استجابات الطلبة على نحو آلى.
• إدخال البيانات بواسطة مدخلى البيانات، إذا كانت استجابة الطالب على المفردات المقالية والموضوعية معا.
• تنظيف البيانات بعمليات التدقيق والمراجعة عند إدخالها.

ويمكن ميكنة استجابات الطلاب مباشرة باختبار الطلاب عن طريق برمجيات الكمبيوتر، والحصول على النتائج مباشرة.

• معالجة البيانات إحصائيا وفق أحدث النظريات العلمية

يتم معالجة البيانات فى ضوء أحدث النظريات المستخدمة وهى نظرية الاستجابة للمفردة IRT فى بناء الصور الاختبارية المعيارية   Standardized Testsوبنوك الأسئلة.  

ويوجد خبراء بالمركز القومى للامتحانات والتقويم مدربين على أعلى مستوى، ويستخدمون هذه النظرية فى المعالجات الاحصائية، وفى تخزين البنوك وسحب الاختبارات. كما يتم فى الاختبارات العالمية SAT, TOEFL, GMAT, TIMSS, PIRLS. ويعتمد منهج معالجة البيانات على ما يلي:

• تقدير قدرة الفرد ، وليس درجته على الاختبار.
• لا تختلف قدرة الفرد باختلاف الاختبار.
• لا تختلف مستوى صعوبة الاختبار ومفرداته باختلاف العينة.
• استخدام ميزان تدريج له وحدة قياس ثابتة معرفة رياضياً LOGIT.

• اختيار مفردات البنك فى ضوء خصائصها السيكومترية

• يتخير الخبراء أصحاب التخصص مع خبراء القياس، والتقويم المفردات فى ضوء خصائصها السيكومترية.

• تخزين  مفردات البنك مع خصائصها السيكومترية

• بعد اختيار المفردات الجيدة يتم تخزينها مع خصائصها السيكومترية.
• سحب الصور الاختبارية المتكافئة وقت الحاجة، حيث يتم اختبار التعادل بين هذه الصور.

• اثراء  البنك بمفردات جديدة من آن إلى أخر.

• يتم صياغة مفردات جديدة مع تجريبها استطلاعيا أثناء الاختبارات المعتادة. 

• قياس مستوى المتعلمين.

• يتم تطبيق الاختبارات على العينة المستهدفة من المؤسسات التعليمية.

 

وفيما يلى شكلا يلخص مراحل اعداد بنك لأسئلة:

ثانيا : تقويم الجوانب المهارية والأدائية

يطلق على نواتج التعلم فى المجال المهارى، أو النفس حركي  الأداءات العملية، وهي القدرة على أداء الحركات بسرعة ودقة وتآزر، مع القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.

وتظهر المهارة العملية /النفس حركية لدى المتعلم، من خلال استخدام الأجهزة العملية والأدوات، والمواد الكيميائية، وفحص العينات، ورسم الأشكال، وتصميم النماذج، وأداء التمرينات الرياضية بسرعة ودقة، مع مراعاة احتياطات الأمن والأمان، وتلافي الأضرار والأخطار.

وتتعدد نواتج التعلم العملية فى كافة المناهج كالعلوم والرياضيات، والأدائية فى اللغات وغيرها. ويمكن أن يسهم المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى فى تدريب معلمى المرحلة الثانوية على كيفية تصميم اختبارات أو مهام أداء، مصحوبة ببطاقة أو قائمة ملاحظة.

وفيما يلى مثال لقائمة ملاحظة، يمكن أن يستخدمها المعلم لملاحظة أداء الطالب فى معمل الفيزياء بالمرحلة الثانوية عندما يعين قيمة مقاومة مجهولة.

 

جدول(1)

قائمة ملاحظة لتقويم مهارة المتعلم فى تعيين قيمة مقاومة مجهولة

العمليات	نعم	لا
1- يتخير الأدوات الملائمة لتصميم الدائرة الكهربية المستخدمة.
2- يصل الفولتميتر على التوازي في الدائرة.
3- يصل الأميتر على التوالي في الدائرة.
4- يصل المقاومة المراد تعيين قيمتها بالدائرة.
5-يستخدم المفتاح الكهربي لمرور التيار.
6- يعين القراءة الأولية لكل من شدة التيار وفرق الجهد.
7- يغير قيم المقاومة المتغيرة بالدائرة.
8-يعين قراءة كل من الفولتميتر والأميتر في كل مرة يغير فيها قيم المقاومة المتغيرة.
9-يدون في جدول نتائج كل من شدة التيار وفرق الجهد .
10- يحسب قيمة المقاومة المجهولة .
11- يكتب وحدة قياس المقاومة فى المكان المخصص لها.

 

ويكون لكل بند من بنود البطاقة درجة واحدة فى حال أدائه بصورة صحيحة، وينبغى أن يلاحظ المعلم أداء المتعلم وهو يؤدى بمفرده خلال تقويم هذه المهارة وخاصة أثناء التقويم النهائى فى نهاية الفصل الدراسي.

وتجدر الإشارة إلى أن كل ناتج تعلم فى المجال المهارى بالمنهج تكون له بطاقة ملاحظة، ولا تستطع المؤسسة قياس عدة نواتج مهارية فى ذات الموقف الواحد نظرا لاختلاف متطلبات قياس كل مهارة. وتوفر المؤسسة موقف اختبارى لذلك تتوافر فيه الأدوات اللازمة للأداء والمطلوب من المتعلم، وقد يكون ذلك فى المعمل أو الفصل، أو فى أى موقف آخر. وتوجد العديد من المهارات العملية، أو الأدائية فى المواد الأخرى كالدراسات الاجتماعية، منها:

ثالثا: تقويم نواتج التعلم الوجدانية

يقصد بالجانب الوجدانى الجانب المرتبط بمشاعر المتعلم، وميوله وقيمه واتجاهاته. وتمثل الجوانب الوجدانية نتاجا مهما للمنظومة التعليمية، ولها دور رئيس فى نجاح المتعلم فى دراسته وفى تأهيله لسوق العمل، وبحثه عن فرص عمل جديدة، كما تمثل هذه النواتج جانبا مهما من المستويات المعيارية لخريج التعليم.

وتهتم المؤسسة التعليمية بتنمية الجوانب الوجدانية لدى المتعلم، فتريد أن يكون المتعلم اتجاها إيجابيا نحو الدراسة بها، ونحو المواد الدراسية المختلفة، كما تريده أن يقبل على التعليم والأنشطة المتعلقة به، وأن يسلك سلوكا عادلا نحو جميع الأفراد، بغض النظر عن الانتماء الدينى، أو العرقى، وأن يمتلك القيم المجتمعية كالتسامح والعدالة والحق والحرية وغير ذلك.

وتحرص المؤسسة على تنمية الجوانب الوجدانية من خلال الخبرات التى يكتسبها المتعلم عن طريق دراسة المناهج المختلفة. فالدراسات الاجتماعية على سبيل المثال ينبغى أن تنمى لدى المتعلم احترام وتقدير الوطن، وأن يصبح مواطنا مخلصا ملتزما بالقانون، وأن يلتزم بالمبادىء الرئيسة للشورى والديمقراطية، وتقدير واحترام الثقافات الأخرى التى تختلف عن ثقافته، واحترام الإنسان أّيا كان موقعه بغض النظر عن نوعه ولونه وجنسيته وسلالته.

ويعد التعلم والتقويم الوجدانى جزء من المحتوى الدراسي، لأن المؤسسات التعليمية يتوقع منها أن تعلم المتعلمين أن يعملوا الشىء الصائب، وأن يسلكوا سلوكا صحيحا وفقا لمعايير المجتمع الذى يعيشون فيه.

ومن الجدير بالذكر أن تقويم الجوانب الوجدانية لا يلق نفس الاهتمام من المؤسسات التعليمية كما هو الحال فى تقويم الجوانب المعرفية، وقد يرجع هذا إلى صعوبة تحديد مضمون بعض مشاعر وتصرفات الفرد وسلوكياته، لما تنطوى عليه من طابع شخصى قد يصعب توصيفه.

ويمكن أن تعد المؤسسة التعليمية مواقف عديدة تتضمن مظاهر الجانب الوجدانى، وقد تطبق هذه المواقف شفهيا، بحيث يرصد العاملون بالمؤسسة هذه المظاهر أثناء تفاعل المتعلم مع الآخر، وأثناء سلوكياته وتصرفاته التى ترتبط بها. وعندما لا يحقق بعض المتعلمين هذه النواتج بالمستوى المطلوب، لا يقال إن هؤلاء المتعلمين راسبون فى الجوانب الوجدانية، وإنما تذكر المؤسسة أن تلك الجوانب فى حاجة إلى اهتمام إضافى؛ لأنها تسهم فى تحقيق المتعلم للجوانب المعرفية والمهارية.

وتستخدم أدوات تقويم متعددة لتقويم الجوانب الوجدانية كالاستبانات والمقابلات والملاحظات وقوائم فحص لمنتجات وأنشطة الطلاب. وفيما يلى مثال لمقياس الاتجاهات التى يمكن أن تطبقها المؤسسة، ويستجيب عنها المتعلم بنفسه كأحد نواتج التعلم الوجدانية.

مقياس الاتجاهات نحو مادة الفيزياء

الاسم.............................الصف...........................................

تعليمات المقياس

                عزيزى الطالب،،،

فيما يلى عدد من العبارات التى تعبر عن بعض الاستجابات الخاصة بمادة الفيزياء، فإذا كنت موافقا على العبارة ، ضع علامة (P ) فى الخانة المخصصة لذلك ، أما إذا كنت غير موافق ضع علامة (P ) فى خانة غير موافق. وإذا كنت لا تستطيع تحديد موقفك تخير لا أدرى.    لاحظ أن كل عبارة أمامها علامة (P ) واحدة

جدول (2)

مثال لمقياس اتجاه نحو دراسة  الفيزياء

م	العبارات	موافق	لا أدرى	غير موافق
1-	دراسة الفيزياء ممتعة.
2-	مادة الفيزياء مهمة فى حياتى.
3-	أتمنى أن أكون معلم فيزياء.
4-	أرغب فى دراسة المزيد عن الفيزياء.
5-	أتجنب الحديث مع معلم الفيزياء.
6-	معلم الفيزياء لا يفهمنى.
7-	أود زيادة عدد حصص الفيزياء.
9-	أشعر بالضيق قبل حصة الفيزياء.
10-	دراسة الفيزياء مملة.
11-	تساعدنى مادة الفيزياء فى فهم ما يحيط بى.
12-	الفيزياء صعبة بالنسبة لى.
13-	أسعد بلقاء معلم الفيزياء.
14-	دراسة الفيزياء مضيعة للوقت.
15-	يساعدنى معلم الفيزياء على الفهم.

 

ويمكن أن يجيب المتعلم عن هذا المقياس بنفسه، كما يمكن أن يلاحظ المعلم أداء طلابه فى ضوء بنوده، ومن ثم يتمكن من تقويم الأداء أولا بأول صوب المعايير المنشودة.

وليس بالضرورة بناء أداة تقويم لكل ناتج وجدانى، ولكنه من الأهمية بمكان تحديد مظاهر هذا الناتج، وأن يكون المعلم على علم وأن يرصد سلوكيات وتصرفات المتعلم بناء عليها سواء فى مواقف طبيعية، أو أثناء ممارسته للأنشطة المختلفة. فعلى سبيل المثال يمكن ملاحظة تصرفات المتعلم أثناء تعامله مع الموارد المادية بالمؤسسة، فمثلا: يمكن تحديد مظاهر ترشيد الماء عندما يقوم المتعلم بالتصرفات الآتية:

• غلق صنابير الماء.
• استخدام ما يكفيه من الماء دون تبذير.
• توعية زملائه بالمحافظة على الماء.
• أخرى.

رابعا: التقويم القومى الدورى

يسهم المركز القومى بدور كبير فى تشخيص نواحى القوة والضعف فى المنظومة التعليمية، بهدف التطوير والإصلاح. ويقوم المركز بإعداد بنوك أسئلة وتكوين اختبارات مقننة وتطبيقها على نطاق واسع على مستوى الجمهورية، مما يسهم فى إمداد متخذى القرار بالمعلومات اللازمة للتطوير. وفى هذا الإطار يمكن دعم منظومة التعليم الثانوى بتقويم مخرجات التعلم فى مؤسسات التعليم الثانوى حيث يسهم ذلك فى:

• كسب ثقة المجتمع القومى والدولى فى طالب التعليم الثانوى.
• ضمان جودة أداء مدارس التعليم الثانوى قبل أن تتقدم للحصول على الاعتماد.
• تطبيق مبادئ المحاسبية وتقديم التغذية الراجعة أولا بأول.
• توفير الأموال العامة اللازمة؛ لزيارات الاعتماد بالنسبة للمؤسسات، التى يخفق متعلميها فى تحقيق نواتج التعلم.
• توجيه مسار الجهود المبذولة ،والأموال العامة فى دعم التعليم الثانوى.

 

متطلبات نجاح منظومة امتحانات الثانوية العامة

• توفير الدعم السياسي لإعداد بنوك أسئلة تستخدم فى امتحانات المرحلة الثانوية.
• نشر الوعى المجتمعى بأهمية الدقة والموضوعية والعدالة التى تتحقق من خلال استخدام بنوك الأسئلة، وكذا استخدام صور اختبارية متكافئة ومختلفة عن بعضها البعض، ونشر ثقافة تقويم الجوانب المهارية والوجدانية.
• دعم دور المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى –جهة محايدة- بأقسامه المختلفة وتكاملها معا لإعداد  بنوك الأسئلة لكافة المواد الدراسية (إعداد معايير ومؤشرات التقويم، وتوفير وإعداد برامج الكترونية لإدارة بنوك الأسئلة والبيانات وسحب العينات المستخدمة، تشكيل فرق عمل من المتخصصين والخبراء، فرص التطبيق الميدانى….إلخ).
• مشاركة المركز فى ضمان جودة كل من: إخراج الأوراق الامتحانية –عمليات التطبيق-عمليات التصحيح واستخراج النتائج.
• استخدام التقويم التكوينى فى المؤسسات التعليمية وتدريب القائمين عليه.

 

هذا، وعلى الله قصد السبل